قد يبدو فوز المنتخب الأردني على شقيقه السعودي في نصف نهائي كأس العرب 2025 حدثا رياضيا في ظاهره، لكنه في عمقه لحظة كاشفة، لا عن مستوى كرة
من الدار البيضاء إلى نهائي كأس العرب.. من هو جمال السلامي مدرب المنتخب الأردني؟
برز اسم جمال السلامي بقوة في المشهد الكروي العربي بعد قيادته المنتخب الأردني إلى نهائي كأس العرب 2025، في إنجاز أعاد تسليط الضوء على مسيرة مدرب راكم تجربة طويلة لاعبا ومدربا، وجمع بين الاحتراف الأوروبي، والتكوين الأكاديمي، والعمل القاعدي مع المنتخبات، قبل أن يصل إلى قيادة "النشامى" في محطة مفصلية من تاريخهم الكروي.
جمال السلامي.. النشأة والبدايات الأولى
ولد جمال السلامي في السادس من تشرين الأول عام 1970 في حي درب ميلان بمدينة الدار البيضاء، وانتقل مع أسرته في سن مبكرة إلى حي الإنارة، حيث بدأت ملامح شغفه بكرة القدم.
التحق عام 1983 بنادي جمعية الحليب، قبل أن يصعد إلى صفوف الأولمبيك البيضاوي، جامعا بين التفوق الدراسي ونموه الرياضي، إذ نال شهادة البكالوريا في شعبة العلوم بدعم مباشر من أسرته، وخصوصا والده.
المسيرة الكروية لاعبا
بدأ جمال السلامي مسيرته لاعبا في مركز الجناح الأيمن قبل أن يستقر في قلب الدفاع، وهو المركز الذي صنع به اسمه. تألق ضمن "الجيل الذهبي" للأولمبيك البيضاوي في تسعينيات القرن الماضي، وأسهم في التتويج بعدة ألقاب محلية وعربية، ما فتح له باب الانتقال إلى الرجاء البيضاوي عام 1995.
ومع الرجاء، حقق ثلاثة ألقاب متتالية في الدوري المغربي، وكأس العرش، ودوري أبطال إفريقيا عام 1997، قبل أن يخوض تجربة احترافية بارزة مع بشكتاش التركي بين عامي 1998 و2001، شارك خلالها في 52 مباراة، وحقق وصافة الدوري التركي مرتين. وأنهى مشواره لاعبا مع الرجاء ثم المغرب الفاسي، معلنا اعتزاله عام 2004.
التجربة الدولية مع المنتخب المغربي
كان جمال السلامي أحد لاعبي المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا، ضمن مجموعة ضمت البرازيل والنرويج وأسكتلندا. وخاض بقميص "أسود الأطلس" 38 مباراة دولية، سجل خلالها هدفين، ليجمع بين الحضور القاري والعالمي في مسيرته لاعبا.
التحول إلى عالم التدريب
بعد اعتزاله اللعب، اتجه السلامي إلى التدريب عام 2008، وبدأ مع الدفاع الحسني الجديدي، قبل أن يعمل مساعدا ضمن الطاقم الفني للمنتخب المغربي الأول، ما أتاح له خبرة دولية مبكرة. وتولى لاحقا تدريب أندية مغربية عدة، أبرزها حسنية أغادير والفتح الرباطي، الذي قاده لتحقيق وصافة الدوري المغربي موسم 2011-2012.
كما قاد الرجاء البيضاوي إلى لقب الدوري المغربي في موسم 2019-2020، وواصل العمل مع الفتح الرباطي حتى حزيران 2024.
إنجازاته مع المنتخبات المغربية
شكل عمل السلامي مع المنتخبات محطة بارزة في مسيرته، إذ تولى تدريب منتخبي المغرب تحت 17 وتحت 20 عاما، إضافة إلى المنتخب المحلي، الذي قاده للتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا للمحليين "الشان" عام 2018، في إنجاز أكد قدرته على بناء الفرق وإدارة البطولات الكبرى.
محطة الأردن وقيادة "النشامى"
في 22 حزيران 2024، أعلن الاتحاد الأردني لكرة القدم تعاقده مع جمال السلامي لقيادة المنتخب الوطني الأول، خلفا للحسين عموتة. وتحت قيادته، حقق المنتخب الأردني نتائج لافتة، توجت بالوصول إلى نهائي كأس العرب – فيفا قطر 2025، في واحدة من أبرز المحطات بتاريخ الكرة الأردنية.
الفلسفة التكتيكية والشخصية التدريبية
يحمل السلامي رخصة التدريب الأوروبية العليا "يو إي إف أي برو"، ويعتمد تكتيكيا على خطة 3-4-2-1، التي تمنح فريقه توازنا بين الصلابة الدفاعية والمرونة الهجومية، مع سيطرة على وسط الملعب وقدرة على التكيف مع أساليب لعب مختلفة، وهو ما انعكس بوضوح على أداء المنتخب الأردني في البطولة.
اقرأ المزيد.. الأردن والمغرب إلى نهائي كأس العرب 2025