عثرت السلطات التركية، الأربعاء، على الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الصوت للطائرة الليبية المنكوبة التي تحطمت قرب العاصمة أنقرة، أثناء عودتها إلى طرابلس، وكانت تقل رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الفريق أول ركن محمد علي الحداد وعددا من مرافقيه. 

وأسفر الحادث عن مصرع جميع من كانوا على متن الطائرة، وسط تحقيقات تركية موسعة ومشاركة رسمية ليبية لمتابعة ملابسات الفاجعة.

العثور على الصندوق الأسود وتأكيد سقوط جميع الركاب

قال وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا إن فرق الإنقاذ والتحقيق تمكنت من العثور على الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الصوت الخاص بالطائرة، مؤكدا أن جميع ركابها الـ8 لقوا مصرعهم في الحادث.

وأوضح أن فرق التحقيق باشرت عملها فورا من موقع الحطام في أنقرة، مشيرا إلى أن الصندوق الأسود من شأنه أن يسهم بشكل رئيسي في كشف أسباب تحطم الطائرة.

الوصول إلى حطام الطائرة واستمرار عمليات البحث

وكان وزير الداخلية التركي قد أعلن، مساء الثلاثاء، الوصول إلى حطام الطائرة على بعد نحو كيلومترين من قرية كسيك كاواك التابعة لقضاء هايمانا قرب أنقرة، بعد ساعات من فقدان الاتصال بها عقب إقلاعها من مطار أسن بوغا باتجاه العاصمة الليبية طرابلس.

واستمرت عمليات البحث والمسح في موقع الحطام طوال الليلة الماضية وفجر اليوم الأربعاء، رغم الأمطار الغزيرة والضباب الكثيف، حيث تكثفت الجهود مع بزوغ ساعات الصباح الأولى.

مركز تنسيق وإجراءات طوارئ في موقع الحادث

أنشأت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" مركز تنسيق متنقل في موقع الحطام، كما دفعت السلطات التركية بسيارات إسعاف مجنزرة إلى المنطقة؛ نظرا لصعوبة الطرق والظروف الجوية السيئة.

تحقيقات قضائية تركية موسعة

من جهته، أعلن وزير العدل التركي يلماز طونتش تكليف أربعة مدعين عامين، تحت إشراف نائب رئيس النيابة العامة، للتحقيق في حادث تحطم الطائرة.

وأكد طونتش أن التحقيقات تجري "بمنتهى الدقة ومن جميع الجوانب"، للوقوف على الأسباب الفنية والظروف المحيطة بالحادث.

عطل كهربائي وطلب هبوط اضطراري

كشف رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران أن الطائرة أبلغت مركز مراقبة الحركة الجوية بوجود عطل كهربائي بعد إقلاعها من مطار أسن بوغا، وطلبت تنفيذ هبوط اضطراري.

وأوضح أن مركز المراقبة الجوية أعاد توجيه الطائرة إلى مطار أسن بوغا، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، إلا أن الطائرة بدأت بالهبوط الاضطراري قبل أن تختفي عن شاشات الرادار، ليعلن لاحقا العثور على حطامها.

مشاركة ليبية في متابعة التحقيقات

من جانبها، أعلنت السفارة الليبية في تركيا وصول وفد حكومي من طرابلس إلى أنقرة، لمتابعة تطورات الحادث والتنسيق مع السلطات التركية.

وأوضحت السفارة أنه جرى الاتفاق على تحديد نقطة اتصال مباشرة بين الجانبين، لضمان سرعة تبادل المعلومات ومباشرة التحقيقات من موقع الحادث.

ليبيا تعلن الحداد الرسمي 3 أيام

أعلنت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الحداد الرسمي في عموم البلاد لمدة ثلاثة أيام، تنكس خلالها الأعلام وتعلق المظاهر الاحتفالية، حدادا على وفاة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الفريق أول ركن محمد علي الحداد ومرافقيه.

وأكد رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، في بيان، وفاة كل من: 

• رئيس الأركان العامة، ومستشاره محمد العصاوي دياب.

• رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري غريبيل.

• مدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي.

• المصور في مكتب إعلام رئاسة الأركان محمد عمر أحمد محجوب

وذلك إثر الحادث الأليم أثناء عودتهم من مهمة رسمية في أنقرة.

من هو رئيس الأركان محمد علي الحداد؟

شغل الفريق أول ركن محمد علي الحداد منصب رئيس الأركان العامة للجيش الليبي منذ عام 2020، ويعد من أبرز القيادات العسكرية في مرحلة ما بعد الحرب على طرابلس، حيث لعب دورا محوريا في مساعي توحيد المؤسسة العسكرية الليبية عبر اللجنة العسكرية المشتركة "5+5". وخلال توليه المنصب، نسج الحداد علاقات إقليمية ودولية واسعة، منها: 

•  تركيا: بزيارة فرقاطة التركية قبالة السواحل الليبية في آب 2021، وثد أثارت الزيارة جدلا داخليا.

• إيطاليا: بتوقيع اتفاق عسكري معها في آذار 2023 لتدريب القوات الخاصة الليبية.

• أمريكا: بلقاء أشخاص من القيادة الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" في تموز 2024 لبحث دعم توحيد الجيش وتعزيز أمن الحدود. 

كما شارك الحداد في لقاءات متعددة مع رئيس أركان قوات القيادة العامة الفريق أول عبد الرازق الناظوري، برعاية إقليمية ودولية، أبرزها اجتماعات القاهرة وروما، التي أكدت على وحدة الأراضي الليبية وتشكيل قوة مشتركة لحماية الحدود بدعم أميركي وأوروبي.

وقد عين الحداد بقرار من المجلس الرئاسي الليبي بعد ترقيته إلى رتبة فريق أول ركن، متعهدا منذ تسلمه المنصب ببناء جيش ليبي نظامي موحد يحمي السيادة الوطنية، فيما يأتي تداول الأنباء الأخيرة عنه في توقيت بالغ الحساسية وسط استمرار الجهود السياسية والأمنية لإنهاء الانقسام وعدم الاستقرار في ليبيا.

اقرأ المزيد.. الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا