التهجير أداة ضمن مشروع أكبر يهدد هوية المنطقة والأردن خط دفاعه الأول

الصورة
جنود من القوات المسلحة الأردنية يرفعون العلم الأردني في إحدى المناورات العسكرية على الواجهة الغربية للمملكة | المصدر: القوات المسلحة
جنود من القوات المسلحة الأردنية يرفعون العلم الأردني في إحدى المناورات العسكرية على الواجهة الغربية للمملكة | المصدر: القوات المسلحة
آخر تحديث

أمام تصاعد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، يجد الأردن نفسه محاطا بتحديات معقدة تتجاوز حدود الضفة الغربية إلى إعادة تشكيل المنطقة بأسرها. الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير يرى أن المرحلة الراهنة بالغة الحساسية، وأن الداخل الأردني المتماسك يبقى خط الدفاع الأول في مواجهة هذه المشاريع.

إقليم مشتعل وأردن محاصر

أوضح أبو طير أن الأردن ليس جزيرة معزولة، بل جزء من إقليم يعيش حالة "فك وتركيب"، تحيط به بؤر حرائق من كل جانب. المهمة الأردنية الأولى، بحسبه، تكمن في منع امتداد هذه النيران إلى الداخل، غير أن صعوبة الخيارات تكمن في أن المشروع الإسرائيلي الحالي مدعوم أمريكيا ويستهدف المنطقة بأكملها.

التهجير.. أداة ضمن مشروع أكبر

يرى أبو طير أن التهجير ليس سوى "سقف أدنى" ضمن مشروع أكبر لإعادة تشكيل المنطقة، وأن أخطر ما يواجه الأردن ليس فقط تدفق اللاجئين، بل المخطط الإسرائيلي القائم على تغيير الديمغرافيا الفلسطينية لإقامة دولة يهودية خالصة. ويؤكد أن الأردن لن يقبل بأي صيغة للتهجير "مهما كانت الكلفة".

خطر الحرب الإقليمية

حذر أبو طير من أن السياسات الأمريكية والإسرائيلية قد تقود في أي لحظة إلى حرب كبرى على المستوى الإقليمي أو الدولي، خصوصا في ظل هشاشة دول المنطقة من إيران إلى تركيا ومصر. ورغم أن الجميع لا يريد مثل هذه الحرب، فإن السيناريو يظل قائما بقوة.

السلطة الفلسطينية وانهيار "أوسلو"

اعتبر أبو طير أن اتفاق أوسلو أصبح من الماضي، وأن السلطة الفلسطينية في حالة تفكك وانهيار داخلي. وأوضح أن أحد أخطر المخططات الإسرائيلية يتمثل في "إعادة تموضع السكان" داخل الضفة الغربية، عبر إفراغ مدن كبرى كالقدس والخليل ونابلس من أهلها.

خيارات الأردن في مواجهة الضغوط

شدد أبو طير على أن مواجهة التهجير لا يجب أن تكون ملفا أردنيا فقط، بل مسؤولية عربية وإسلامية أيضا. ومع ذلك، تبقى الكلفة الكبرى على الأردن بفعل التاريخ والجغرافيا. وأشار إلى أن عمان تركز على دعم قيام الدولة الفلسطينية كخيار وحيد يحول دون التهجير.

فشل مقولة "المقاومة هي السبب"

انتقد أبو طير تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية ما يجري، مؤكدا أن المشروع الإسرائيلي أوسع وأسبق من السابع من أكتوبر. وبين أن الضفة الغربية التي لم تقاوم تتعرض بدورها للقتل ومصادرة الأرض، ما يثبت أن "إسرائيل" كانت ماضية في مخططها سواء وجدت مقاومة أم لم توجد.

الداخل الأردني خط الدفاع الأول

خلص أبو طير إلى أن ضمانة الأردن الوحيدة تكمن في صلابة جبهته الداخلية، وتماسك نسيجه الاجتماعي، ووجود خطط مستقبلية تمنع أي اختراق. وحذر من محاولات الاحتلال إضعاف الدول عبر تفكيك مجتمعاتها، مؤكدا أن بقاء سبعة ملايين فلسطيني في فلسطين التاريخية هو المصلحة العليا التي يجب الدفاع عنها أردنيا وفلسطينيا معا.

اقرأ المزيد.. "إسرائيل" توسع نفوذها الإقليمي

دلالات
شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00