في اليوم الـ24 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الإثنين سلسلة غارات جوية وقصفا مدفعيا مكثفا على مناطق
"إسرائيل" تواصل انتهاك وقف إطلاق النار في غزة.. ومشروع أمريكي لتشكيل قوة إنفاذ دولية
  رغم مرور 25 يوما على بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها اليومية، عبر غارات جوية وقصف مدفعي مكثف على مناطق مختلفة من القطاع، بالتزامن مع عمليات نسف لمنازل المدنيين في مدينتي غزة وخانيونس.
تأتي هذه التطورات وسط حراك دبلوماسي دولي تقوده واشنطن لطرح مشروع قرار في مجلس الأمن لتشكيل قوة دولية في غزة، في وقت ترفض فيه الفصائل الفلسطينية أي وجود أجنبي يتجاوز مهمة مراقبة وقف النار وحماية الحدود.
قصف متواصل رغم الهدنة
أفادت مصادر ميدانية بأن طائرات الاحتلال شنت، فجر اليوم الثلاثاء، سلسلة غارات على المناطق الشرقية لمدينتي غزة وخانيونس، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف أحياء الشجاعية والتفاح شرقي غزة.
وذكر شهود عيان أنهم سمعوا دوي انفجارات ضخمة ناجمة عن عمليات نسف لمبان سكنية في تلك المناطق، فيما قصفت مدفعية الاحتلال أطراف مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع.
شهداء وجرحى في مناطق متفرقة
قالت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي بخانيونس إن 3 فلسطينيين استشهدوا برصاص جيش الاحتلال شمال مدينة رفح، فيما أصيب أربعة آخرون بينهم ثلاثة أطفال بنيران طائرات مسيرة إسرائيلية شرقي غزة.
وأكدت مصادر محلية أن بعض الضحايا كانوا يحاولون تفقد منازلهم المدمرة حين استهدفتهم قوات الاحتلال.
تحذيرات من مخلفات الحرب
حذر المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، من أن مخلفات القصف الإسرائيلي تمثل "قنابل موقوتة" تهدد حياة السكان، داعيا إلى تزويد طواقم الإنقاذ بمعدات ثقيلة لانتشال آلاف الشهداء العالقين تحت الركام.
تسليم جثامين الشهداء
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سلمت أمس جثامين 45 شهيدا كانت تحتجزها لديها، ونقلت إلى مجمع ناصر الطبي للتعرف عليها.
وأوضحت الوزارة أن الاحتلال أعاد منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار جثامين 270 شهيدا، معظمها تعود لمواطنين استشهدوا خلال العدوان الأخير.
عمليات بحث عن جثث أسرى إسرائيليين
أنهت فرق من الصليب الأحمر وكتائب القسام عمليات بحث في حي الشجاعية شرقي غزة، دون العثور على جثث أسرى إسرائيليين إضافيين.
وكانت صور قد أظهرت معدات حفر وشاحنات تتجه إلى المنطقة لليوم الثاني على التوالي، في حين أفادت القناة العبرية الثانية عشرة بأن قوات الاحتلال أغلقت محور فيلادلفيا جنوبي القطاع ضمن العملية ذاتها.
إفراج محدود عن الأسرى الفلسطينيين
من جهة أخرى، أفرجت سلطات الاحتلال عن خمسة أسرى فلسطينيين عبر معبر كرم أبو سالم، حيث نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح لإجراء الفحوص الطبية.
وكانت سلطات الاحتلال قد أفرجت عن نحو 1700 أسير من غزة في 13 تشرين الأول الماضي ضمن اتفاق تبادل الأسرى الذي رعته مصر وقطر وتركيا برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووصل معظم المفرج عنهم آنذاك في حالة صحية متدهورة، وتحدث عدد منهم عن تعذيب وتجويع خلال احتجازهم.
حراك أمريكي لتشكيل قوة دولية في غزة
قال موقع "أكسيوس" الأمريكي إن الولايات المتحدة بدأت تحركا في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بتشكيل قوة دولية بصلاحيات واسعة لإدارة قطاع غزة في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وبحسب الموقع، تتضمن المسودة الأمريكية إنشاء ما يسمى بـ"مجلس السلام في غزة" يتولى إدارة القطاع مؤقتا حتى نهاية عام 2027، ويمنح تفويضا شاملا لتأمين الحدود وحماية المدنيين والممرات الإنسانية، إضافة إلى نزع سلاح الفصائل الفلسطينية وتدريب قوة شرطة محلية.
وأشار تقرير الموقع إلى أن قوات الاحتلال ستبقى على أهبة الاستعداد لتقديم دعم ميداني "إذا اقتضت الحاجة"، مؤكدا أن القوة ستكون "قوة إنفاذ" لا "حفظ سلام".
تأييد أمريكي وتحفظ فلسطيني
نقلت شبكة "فوكس نيوز" أن 16 دولة و20 جهة حكومية أمريكية تشارك في التحضيرات لتشكيل القوة متعددة الجنسيات، فيما زارت رئيسة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي غابارد مركز التنسيق الأمريكي في كريات غات بدولة الاحتلال، ومعبر كرم أبو سالم على حدود غزة.
وأكدت غابارد أن التنسيق الدولي في غزة "نموذج لما يمكن أن تحققه الدول حين تتوحد حول مصالح مشتركة"، بحسب تصريحات نقلتها الشبكة.
من جانبها، شددت الفصائل الفلسطينية على رفضها لأي قوة أجنبية تتجاوز مهمة فصل القوات ومراقبة تنفيذ الهدنة، مؤكدة أن أي ترتيبات لاحقة يجب أن تصدر عن قرار أممي واضح يضمن السيادة الفلسطينية على الأرض.
اقرأ المزيد.. قصف جوي ومدفعي وعمليات نسف للمنازل