لليوم الـ73 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول الماضي، في وقت
تحذيرات من مجاعة وانهيار شامل في غزة
لليوم الـ74، يواصل الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في ظل تصعيد ميداني متواصل يزيد من عمق المأساة الإنسانية في القطاع.
وبينما تتساقط المباني المتضررة بفعل القصف المتكرر، تتفاقم معاناة السكان نتيجة الحصار المشدد، ومنع الإعمار، والانهيار المتسارع للمنظومة الصحية، وسط تحذيرات فلسطينية وأممية من مجاعة وشيكة وانفجار إنساني شامل.
نسف واسع للمباني السكنية جنوب قطاع غزة
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين، عملية نسف واسعة طالت عددا من المباني السكنية في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال استخدمت متفجرات لتدمير مبان شرق المدينة، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة، وزاد من حجم الدمار في المناطق السكنية.
قصف متزامن شمال غزة وشرقها
وبالتوازي مع عمليات النسف في خانيونس، قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية من مدينة جباليا شمال القطاع، فيما أطلقت دباباته نيرانها باتجاه حي التفاح شرق مدينة غزة، في إطار تصعيد عسكري متواصل يستهدف مناطق مأهولة بالسكان.
تشريد متواصل وأزمة إنسانية خانقة
وتسببت هذه العمليات العسكرية بأضرار واسعة في الممتلكات وتشريد مزيد من العائلات، وتهديد مباشر لحياة المدنيين، في وقت يعاني فيه قطاع غزة من نقص حاد في الملاجئ والخدمات الأساسية، وسط أوضاع إنسانية توصف بالأخطر منذ بدء العدوان.
ومنذ السابع أكتوبر 2023، تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي وأوروبي، ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، في تجاهل واضح للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه الجرائم.
وأسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 242 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلا عن مجاعة أودت بحياة العديد من المدنيين، ودمار واسع طال معظم مدن ومناطق القطاع.
875 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الإثنين، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 875 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ وحتى مساء الأحد 21 كانون الأول 2025، ما أسفر عن استشهاد 411 مواطنا وإصابة 1112 آخرين. وأوضح أن هذه الخروق شملت إطلاق نار مباشر على المدنيين، وتوغلات عسكرية، وقصفا واسعا للمنازل، وعمليات نسف وتدمير للبنية المدنية، إضافة إلى عشرات حالات الاعتقال غير القانوني.
إعادة الإعمار رهينة القيود الإسرائيلية
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة "بلومبيرغ نيوز" أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجددون مساعيهم لعقد مؤتمر بشأن إعادة إعمار غزة.
وكشفت مصادر مطلعة أن إحدى أبرز العقبات تتمثل في إصرار "إسرائيل" على تصنيف مساحات واسعة من معدات ومواد البناء ضمن ما تسميه "الاستخدام المزدوج"، ما يفرض قيودا أمنية مشددة تعرقل أي مسار عملي لإعادة الإعمار، حتى في حال التوصل إلى ترتيبات سياسية وأمنية جديدة.
الشتاء سلاح إضافي ضد غزة
وحذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم فصل الشتاء كسلاح إضافي لإهلاك سكان قطاع غزة، مطالبا بالضغط الفوري لإدخال المساكن المؤقتة ولوازم الإيواء دون تأخير، وأكد المرصد أن مرور أكثر من شهرين ونصف الشهر على بدء وقف إطلاق النار، بعد حرب إبادة استمرت أكثر من عامين، فاقم الأزمات الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة.
اقرأ المزيد.. تحذيرات من مجاعة وشيكة