رغم مرور 68 يوما على دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، لا تزال الأوضاع الميدانية والإنسانية تنذر بتدهور متواصل، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع، وتفاقم معاناة السكان بفعل الدمار الواسع، وشح المساعدات، والعوامل الجوية القاسية، وسط تحذيرات أممية من هشاشة الهدنة وتعقيد المشهد الإنساني.

غارات جوية وقصف مدفعي شرق قطاع غزة

شن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة استهدفت مناطق شرق مدينة غزة شمالي القطاع، طالت موقعا في حي الزيتون، وأخرى قرب مفترق الشجاعية، حيث دوت أصوات انفجارات عنيفة في أرجاء المدينة، ضمن غارات متكررة تطال شرق القطاع على فترات متقطعة. 

وفي السياق ذاته، قصفت مدفعية الاحتلال خلال الساعات الأخيرة المناطق الشرقية من مدينتي غزة وخانيونس، في استمرار للعمليات العسكرية رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

انهيارات منازل وعمليات إنقاذ وانتشال 

تتواصل تداعيات الدمار الواسع الذي خلفته حرب الإبادة، مع تسجيل انهيارات جديدة لمنازل متضررة، فقد أنقذت طواقم الدفاع المدني 6 أطفال بعد انهيار منزل غربي مدينة غزة شمالي القطاع، فيما أبلغ عن انهيار منزل آخر في المدينة دون وقوع إصابات. 

كما تتواصل عمليات البحث عن جثامين الشهداء تحت أنقاض المنازل المدمرة، حيث تمكن الدفاع المدني من انتشال جثامين 30 شهيدا من أصل 60 من عائلة فلسطينية واحدة، قضوا تحت أنقاض منزلهم الذي دمره قصف إسرائيلي غربي مدينة غزة خلال الحرب.

كارثة إنسانية تتفاقم بفعل المنخفضات الجوية 

يتزامن القصف والانهيارات مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر، حيث يعيش النازحون للمرة الثالثة مأساة الغرق مع تأثير المنخفض الجوي الثالث الذي يضرب فلسطين والمنطقة، مصحوبا بكميات كبيرة من الأمطار، ما زاد من معاناة مئات آلاف النازحين في مراكز الإيواء المؤقتة والمخيمات.

تحذيرات أممية من تأخر المساعدات 

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من استمرار تأخر وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في وقت تسهم فيه العواصف الشتوية في تعميق الأوضاع المعيشية القاسية للعائلات النازحة. 

وأكدت المتحدثة باسم المكتب في غزة، أولجا تشيريفكو، أن الاحتياجات الإنسانية تتصاعد بوتيرة تفوق قدرة المنظمات الإغاثية على الاستجابة، رغم الجهود المبذولة من الأمم المتحدة وشركائها.

قيود إسرائيلية تعرقل العمل الإنساني 

أشارت الأمم المتحدة إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل فرض قيود واسعة على العمليات الإنسانية، تشمل تقييد المعابر والمسارات المخصصة لنقل المساعدات، ومنع إدخال مواد أساسية، بما في ذلك الآليات الثقيلة وقطع الغيار اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة، ما يفاقم العجز في تلبية الاحتياجات المتزايدة.

قرار أممي يطالب بوصول إنساني كامل 

وفي تطور سياسي، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يطالب "إسرائيل"، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالسماح بالوصول الإنساني الكامل إلى قطاع غزة، وضمان احترام حرمة مقار الأمم المتحدة، والالتزام بالقانون الدولي. 

وجاء القرار استجابة للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، وحظي بتأييد 139 دولة، مقابل معارضة 12 دولة، وامتناع 19 دولة عن التصويت.

الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار لا يزال هشا 

وأكدت الأمم المتحدة أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لا يزال هشا، مشيرة إلى أن استمرار الهجمات والاشتباكات يهدد استقراره. 

وأوضح نائب متحدث الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن إحاطة قدمت إلى مجلس الأمن أظهرت هشاشة الهدنة، داعيا جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، وضبط النفس، والالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، مع التأكيد على أن تعزيز الهدنة شرط أساسي للتعافي وإعادة الإعمار في غزة. 

اقرأ المزيد.. خروقات إسرائيلية وتحذيرات أممية من كارثة إنسانية