شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، عدوانا واسعا على محافظة طوباس شمالي الضفة الغربية، في تصعيد عسكري طال كل شيء، وترافق مع حصار خانق وعمليات اقتحام مكثفة. 

ويأتي هذا العدوان في إطار عملية أوسع أعلن عنها الجيش والشاباك وحرس الحدود، بزعم "إحباط عمليات للمقاومة" في شمال الضفة، فيما تؤكد مصادر فلسطينية أن المنطقة خالية من أي مطلوبين، وأن الهدف الفعلي هو فرض واقع جديد عبر التوسع العسكري والتهجير.

حصار شامل وإغلاق للمداخل في طوباس

فرض جيش الاحتلال حظر تجوال كامل على طوباس والبلدات المجاورة، وأغلق جميع المداخل بالسواتر الترابية والحواجز العسكرية. كما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة وجرافات إلى داخل المحافظة، وسط تحليق مكثف لمروحيات الأباتشي وإطلاق نار في أجواء المدينة.

مداهمات وتحويل منازل لثكنات عسكرية

اقتحمت قوات الاحتلال عشرات المنازل، وأجبرت عائلة في بلدة طمون على إخلاء منزلها لتحويله إلى ثكنة عسكرية. كما نفذت وحدات أخرى حملات تفتيش ومداهمات واسعة داخل الأحياء السكنية، وسط انتشار عسكري كثيف.

عملية تستمر لأيام

قال محافظ طوباس أحمد الأسعد إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية أبلغت الجهات الفلسطينية بأن العملية العسكرية ستستمر عدة أيام. وأوضح أن المحافظة خالية من أي مطلوبين، وأن الاستهداف مرتبط بموقعها قرب الأغوار الشمالية. وأضاف أن التعزيزات أدت إلى شلل تام في الحركة، وتهدد حياة السكان، لا سيما كبار السن والمرضى والأطفال.

اتساع رقعة الاقتحامات في الضفة

امتدت عمليات الاحتلال إلى محافظات أخرى، حيث اقتحم الجيش مخيم الفوار جنوب الخليل وبلدة حلحول شمالها، وأطلق قنابل الصوت والغاز تجاه المنازل. كما اقتحم بلدة طلوزة شمال شرق نابلس، ومخيم الأمعري جنوب البيرة، وشن حملة اعتقالات ومداهمات في أكثر من منطقة.

إعلان رسمي عن "عملية واسعة"

وأعلن جيش الاحتلال والشاباك وما تسمى بقوات حرس الحدود عن بدء "عملية واسعة" الليلة الماضية في شمال الضفة بزعم مواجهة محاولات لترسيخ وجود المقاومة وتزايد الهجمات ضد أهداف إسرائيلية. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن العملية ستستمر عدة أيام، على غرار الهجمات التي نفذت في مخيمات الشمال خلال حرب الإبادة على غزة.

تصعيد مستمر وتهجير متجدد

يصعد الاحتلال من عدوانه في الضفة منذ بدء حرب الإبادة على غزة، عبر عمليات متكررة في طوباس وجنين وطولكرم، نتج عنها تهجير عشرات الآلاف وتدمير واسع للمنازل. وأسفر هذا التصعيد عن أكثر من ألف شهيد فلسطيني في الضفة وحدها، في وقت تشير فيه مؤشرات ميدانية إلى أن الهدف يتجاوز ملاحقة مقاومين، ليشمل إعادة تشكيل الواقع السكاني والجغرافي في الضفة على غرار ما جرى في غزة. 

اقرأ المزيد.. اغتيال فلسطينيين واعتقالات واسعة في الضفة الغربية على يد الاحتلال الإسرائيلي