الطفل أمير .. قطع 12 كيلو مترا من أجل العدس فتلقى رصاصة في قلبه

الصورة
الطفل أمير قبل لحظات من استشهاده برصاص الاحتلال بعد تسلمه مساعدات
الطفل أمير قبل لحظات من استشهاده برصاص الاحتلال بعد تسلمه مساعدات

قصة أمير تختصر جوع غزة ودمها

آخر تحديث

جريمة صادمة في الـ28 من أيار الماضي، "سقط الطفل أمير برصاصة قاتلة بينما كان يغادر مركز توزيع مساعدات في رفح، بعدما قطع 12 كيلومترا سيرا على قدميه ليحصل على حفنة من العدس". 

ففي قطاع غزة المحاصر، باتت الطوابير على الغذاء مشاهد يومية، لكنها مشاهد لا تنتهي بخبز وماء، بل غالبا ما تنتهي بجنازات، في مراكز توزيع المساعدات التي تديرها ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تحظى بدعم إسرائيلي وأمريكي.

الطفل أمير شكر الجندي ثم قُتل بدم بارد

روى جندي أمريكي سابق خدم في مركز توزيع للمساعدات جنوب مدينة رفح في بودكاست لصحيفة نيويورك تايمز قصة الطفل أمير، قائلا:

"كان نحيلا حافي القدمين، مشى 12 كيلومترا تحت الشمس، وصل بابتسامة، التقط ما تبقى من العدس عن الأرض، قبّل يدي وقال لي: Thank you وبعد دقائق، دوى الرصاص وسقط أمير شهيدا أمامي".

بهذه الكلمات روى الضابط المتقاعد من القوات الخاصة الأمريكية "أنتوني أغيولر Anthony Aguilar" بعض الجرائم التي شاهدها في مجازر مراكز المساعدات الأمريكية، ومنها قصة الطفل أمير الذي جاء باحثا عن المساعدات، وفي التفاصيل يقول الضابط: 

"اقترب مني وأخذ هذا الكيس ولم يكن معه شيء يضعه فيه، ثم مد أمير يده فظننته يريد المزيد من المساعدات، مددت يدي له فقبلها وقال لي "شكرا"".

"نظرت لهذا الولد الصغير، والذي كان حافيا بلا حذاء، جائعا، ملابسه تكاد تسقط من هزاله وقلت له: هناك من يهتم بكم.. وكنتُ جاثيا على ركبتي فاقترب مني أمير، أمسك رأسي بيديه الهزيلتين المغبرتين، وقال لي بالإنجليزية: "thank you"، ثم ذهب حاملا القليل من الطعام الذي أخذه مني.. ثم بعد ذلك بلحظات، قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على الحشود الجائعة التي جاءت لتأخذ الطعام، وتساقطوا أمامي واحدا تلو الآخر، وكان فيمن اخترق الرصاص جسده وأرداه قتيلا: هذا الطفل أمير".

 استقال أنتوني من عمله من فظاعة ما رآه خلال خدمته.

مراكز توزيع تتحول إلى مصائد موت

بحسب تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس، تحولت نقاط توزيع الغذاء في قطاع غزة إلى مصائد موت، إذ قتل أكثر من 1050 فلسطينيا منذ بداية الحرب، أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء، برصاص مباشر أو غاز مسيل للدموع أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي أو شركات أمنية متعاقدة ضمن مهام لوجستية دولية.

اتهامات لمؤسسات إنسانية بانتهاك القانون الدولي

اتهم مكتب الإعلام الحكومي في غزة مؤسسة "غزة الإنسانية" بلعب دور عسكري تحت غطاء إنساني، مؤكدا أنها تنفذ أجندات أمنية أمريكية وإسرائيلية. وطالب المكتب بفتح تحقيق دولي عاجل، ووقف نشاط المؤسسة فورا.

غزة بلا صوت دولي.. والأونروا تحت الحصار

كشف فيليب لازاريني، المفوض العام لـ"الأونروا"، أن السلطات الإسرائيلية تواصل منع موظفي الوكالة من دخول غزة، وتفرض قيودا على جميع الهيئات الدولية العاملة في القطاع. وقال لازاريني: "منذ آذار 2024، لم يسمح لي شخصيا بدخول غزة. ما يجري هو تعتيم ممنهج، يعزز نزع الصفة الإنسانية عن سكانها."

اقرأ المزيد.. هكذا يسكت أهل غزة جوع أطفالهم

دلالات
00:00:00