في اليوم الـ23 من بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خروقاته، حيث نفذ صباح اليوم الأحد سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي على مناطق متفرقة من القطاع، في وقت تتفاقم فيه المعاناة الإنسانية مع اقتراب فصل الشتاء واستمرار الحصار المفروض على دخول المساعدات.

قصف وعمليات نسف في خانيونس ورفح ودير البلح 

أفادت مصادر إعلامية بأن قوات الاحتلال نفذت عمليات نسف متزامنة مع قصف مدفعي مكثف شرقي خانيونس، بينما استهدف القصف المدفعي والغارات الجوية مدينة رفح جنوبي القطاع ومناطق شرقي دير البلح وسط القطاع. 

وأشارت المصادر إلى أن جيش الاحتلال نفذ فجر اليوم الأحد عمليات نسف ضخمة شرقي خانيونس، في خرق واضح لروح اتفاق وقف إطلاق النار.

أزمة إنسانية في غزة تتفاقم مع اقتراب الشتاء 

تزداد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين في مخيمات تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية. 

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن مواد الإيواء الشتوية التي تكفي لمليون شخص لا تزال مكدسة في المستودعات، بعد أن منع الاحتلال دخولها. 

بدوره، أكد المهندس علاء الدين البطة، رئيس بلدية خانيونس ونائب رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة، أن نحو 900 ألف نازح يعيشون في ظروف صعبة، دون توفر الخيام أو مواد البناء أو قطع غيار المعدات الثقيلة اللازمة لتحسين أوضاع المخيمات.

عرقلة دخول المساعدات الإنسانية 

أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 3200 شاحنة مساعدات دخلت القطاع خلال الفترة بين 10 و31 تشرين الأول الماضي، بمعدل 145 شاحنة يوميا فقط من أصل 600 يفترض دخولها يوميا وفق الاتفاق. 

وتضمنت الشحنات 293 شاحنة مواد غذائية، و220 شاحنة بضائع مختلفة، و6 شاحنات محروقات، و4 شاحنات مخصصة للقطاع الصحي، في وقت تشهد فيه المستشفيات نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات الطبية.

وقال المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش إن الاحتلال يمنع دخول الإمدادات الطبية ويعيق جهود المنظمات الدولية لتقديم المساعدة.

حماس ترد على مزاعم أمريكية بشأن نهب المساعدات 

نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان لها ما ورد في تصريحات القيادة المركزية الأمريكية حول مزاعم "نهب شاحنات مساعدات"، ووصفتها بأنها "افتراءات باطلة" تهدف إلى تبرير تقليص المساعدات الإنسانية. 

وأوضحت الحركة أن أجهزتها الشرطية والأمنية قدمت أكثر من ألف شهيد ومئات الجرحى أثناء قيامها بتأمين قوافل الإغاثة، مؤكدة أن مظاهر الفوضى انتهت فور انسحاب قوات الاحتلال. 

كما شددت على أن أي جهة محلية أو دولية لم تقدم بلاغا عن حوادث من هذا النوع، معتبرة أن المشهد الذي استندت إليه واشنطن "مختلق لتبرير الحصار". 

ولفت البيان إلى أن الاحتلال ارتكب منذ بدء وقف إطلاق النار مجازر أودت بحياة 254 فلسطينيا، بينهم 105 أطفال و37 امرأة و9 من كبار السن. 

في الأثناء استقبل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مدينة إسطنبول، وفدا من المكتب السياسي لحركة حماس برئاسة خليل الحية. ووفق وزارة الخارجية التركية، تناول اللقاء تطورات اتفاق وقف إطلاق النار واحتياجات المساعدات الإنسانية، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

موقف أردني-ألماني مشترك من خطة ترامب لوقف النار 

أكدت كل من الأردن وألمانيا ضرورة أن تحظى القوة الدولية المزمع نشرها في قطاع غزة، ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتفويض رسمي من مجلس الأمن لضمان شرعيتها وفاعليتها. 

وخلال مشاركته في منتدى "حوار المنامة" في البحرين، شدد وزير الخارجية أيمن الصفدي على أن أي قوة استقرار دولية لا يمكن أن تكون فاعلة دون هذا التفويض، مؤكدا أن الأردن لن يشارك بقواته في تلك القوة. 

من جانبه، أشار وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى أن وجود تفويض قانوني واضح هو شرط أساسي لمشاركة الدول الراغبة في إرسال قوات إلى غزة، مشددا على ضرورة أن يحظى الفلسطينيون بحماية حقيقية في إطار القانون الدولي. 

اقرأ المزيد.. الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف الحرب في القطاع