اقتحمت شرطة نيويورك حرم جامعة كولومبيا واعتقلت عشرات الطلاب المتضامنين مع فلسطين، وأعلنت الرابطة الأمريكية لأساتذة الجامعات فرع جامعة كولومبيا أن قيادة الجامعة تتحمل مسؤولية ما قد يحدث. 

يأتي هذا في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات الرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عدد من الجامعات الأمريكية؛ للمطالبة بوقف العدوان على غزة والمقاطعة الاقتصادية والأكاديمية لدولة الاحتلال الإسرائيلي. 

وبدأت عملية الاقتحام بمنطقة مانهاتن في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، وقامت الشرطة بإجلاء المتظاهرين والصحفيين من محيط قاعة هاميلتون التي يعتصم فيها طلاب وأساتذة بالجامعة. 

شرطة نيويورك تخلي حرم كولومبيا الجامعي من المحتجين خلال 3 ساعات

وأفاد المتحدث باسم شرطة نيويورك بإخلاء القوات الحرم الجامعي من المحتجين خلال 3 ساعات، مع إلقاء القبض على العشرات منهم. 

ونقلت شبكة "إن بي سي" عن الشرطة أنها اعتقلت نحو 100 شخص وأخلت قاعة هاميلتون، التي أطلق عليها المحتجون اسم "قاعة هند" تكريما للطفلة الفلسطينية ذات الـ6 سنوات والتي استشهدت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة بعد 12 يوما من محاصرتها من قبل دبابات الجيش الإسرائيلي ومناشدتها أملا في أن يتم إنقاذها. 

وخلال عملية الإخلاء وفض الاعتصام؛ هتف طلاب: "فلسطين حرة.. حرة" و"عار.. عار"، مطالبين بالإفراج عن زملائهم المعتقلين.

جامعة كولومبيا أعربت عن أسفها لما وصفته "بتصعيد الموقف من قبل المتظاهرين وأنها لم تكن لديها خيارات أخرى بعد احتلال قاعة هاميلتون وتخريبها"، مشيرة إلى أن أفرادا غير منتسبين للجامعة كانوا يقودون المجموعة التي اقتحمت القاعة. 

وقد طلبت رئيسة الجامعة نعمت شفيق من شرطة نيويورك البقاء بحرم الجامعة حتى الـ17 من أيار الجاري لضمان عدم نصب مزيد من خيم الاعتصام. 

قبل الاقتحام، أعلن عمدة نيويورك إريك آدامز أن الاعتصامات يجب أن تنتهي وسيتم توجيه تهم للطلاب المعتصمين. 

وبين وزير التعليم الأمريكي ميغيل كاردونا أنه لن يكون هناك تسامح مع من أسماهم بالمتسببين بعدم الشعور بالأمان في الحرم الجامعي.

فيما أعرب مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك عن قلقه إزاء الإجراءات القاسية التي تتخذها السلطات الأمنية الأمريكية خلال تفريق الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.

اعتقالات وتهديدات للطلبة المناهضين للعدوان على غزة

في جامعة نورث كارولينا، اعتقل 36 متظاهرا خلال اعتصامهم داخل الحرم الجامعي مطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأكدت الجامعة في بيان أن 17 من المعتقلين غير منتسبين للجامعة.

وفي جامعة فرجينيا كومونولث، اعتقلت الشرطة 13 متظاهرا، بينهم 6 طلاب، خلال احتجاجات داخل حرم الجامعة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة. وأفادت الجامعة في بيان لها بتوجيه الشرطة للمتظاهرين المعتقلين تهمة التجمع غير القانوني و"التعدي على ممتلكات الغير".

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فقد تم احتجاز 1200 طالب من الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة حتى الآن.

وفي سياق متصل، أعلنت إدارة معهد "ماساشوستس" للتكنولوجيا أنها أنذرت الطلاب المحتجين بفض اعتصامهم خلال 24 ساعة. وأفادت مصادر إعلامية أن قوات الأمن تحاصر ساحة الاحتجاج الطلابي وسط مخاوف من فض الاعتصام بالقوة خلال ساعات. 

وقد دعت رئيسة المعهد سالي كورنبلوث إلى إنهاء الاعتصامات الطلابية، مؤكدة في رسالة مصورة أن التهديدات بالعنف والتطاول على القوانين أمر غير مقبول ومحذرة من أن ذلك سيواجه بعقوبات تأديبية. 

وفي جامعة كاليفورنيا تم اتخاذ إجراءات لزيادة الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون في الحرم الجامعي بسبب المشاجرات، وأعلنت اتخاذها "إجراءات تأديبية شديدة تشمل الطرد أو التعليق في حال إعاقة الطلاب عن فصولهم الدراسية". 

وأقدم متظاهرون مؤيدون لـ"إسرائيل" على الاعتداء على متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين، في محاولة منهم لفض مخيم الاعتصام.

جامعة براون تجري مفاوضات مع الطلبة

وأعلنت جامعة براون أمس الثلاثاء عن تحقيق اتفاق تاريخي مع مجموعة من طلابها المناهضين للعدوان على غزة؛ وينص الاتفاق على أن يقوم الطلاب المحتجون بإزالة مخيمهم من الحرم الجامعي، مقابل وعد من الجامعة بإعادة النظر في علاقاتها مع الشركات المرتبطة بـ "إسرائيل". 

قالت كريستينا باكسون رئيسة الجامعة إن الطلاب المحتجين وافقوا على إنهاء احتجاجهم وتفكيك مخيمهم. 

وأوضحت في بيان أن الطلاب وافقوا أيضا على أن يمتنعوا حتى نهاية العام الدراسي عن القيام بأي أفعال أخرى تنتهك قواعد السلوك الجامعية. 

وأشار البيان إلى أنه سيتم دعوة 5 طلاب للقاء 5 أعضاء من مؤسسة جامعة براون في أيار لتقديم حججهم بشأن سحب استثمارات الجامعة من الشركات التي تسهل الإبادة الجماعية في غزة وتستفيد منها.

يمثل هذا الاتفاق تحولا كبيرا من إدارة جامعة براون في مواجهة الحركة الطلابية المتنامية التي تدعم الفلسطينيين في الولايات المتحدة. 

وخلال الأسبوعين الماضيين، شهدت الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة احتجاجات طلابية تندد بالحرب في غزة، من الساحل الغربي مثل جامعة كاليفورنيا-لوس أنجلوس وجامعة جنوب كاليفورنيا، إلى الولايات الشمالية الشرقية مثل كولومبيا وييل وهارفارد ويوبن، مما يظهر التفاعل المستمر مع هذه القضية على الصعيدين الوطني والجامعي.

اقرأ المزيد.. طلاب الجامعات الأمريكية يعتصمون لأجل غزة والسلطات تقمعهم