في ظل تعثر المسار السياسي وتفاقم الكارثة الإنسانية، يواصل قطاع غزة دفع ثمن الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، وسط تصعيد
غزة تحت وطأة القصف الإسرائيلي والأمطار والبرد القارس
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة لليوم الـ79 على التوالي، وسط تصعيد عسكري متواصل يستهدف مناطق متفرقة من القطاع، بالتزامن مع تفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة هطول الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب المياه، ما أدى إلى غرق خيام آلاف النازحين.
وتأتي هذه التطورات في وقت تعثرت فيه المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة، وتصاعدت التصريحات الإسرائيلية المهددة بمزيد من الاحتلال والتواجد العسكري في القطاع.
استشهاد فلسطينية وغرق الخيام في غزة
استشهدت شابة فلسطينية إثر سقوط جدار منزلها نتيجة قصف الاحتلال في حي الرمال غرب مدينة غزة، فيما تسببت الرياح القوية والأمطار الغزيرة بغرق عدد من خيام النازحين واقتلاع أخرى في مناطق متفرقة من القطاع، ما اضطر عائلات، بينها أطفال، للخروج إلى العراء وسط طقس شديد البرودة.
ويتأثر القطاع بمنخفض جوي قطبي جديد مصحوب بأمطار ورياح شديدة تصل سرعتها إلى 100 كيلومتر/ساعة، وفق الراصد الجوي ليث العلامي. وتشير النشرة الجوية إلى توقع أمطار غزيرة تتراوح بين 20 و50 مليمترا مصحوبة برياح رعدية، ما يزيد من خطر إتلاف خيام النازحين واقتلاعها تماما، وتجمع مياه الأمطار في برك بسبب الطبيعة الطينية للقطاع الناتجة عن الدمار الهائل الذي خلفه الاحتلال.
معاناة النازحين والبلديات
أعلنت بلدية غزة أن آلاف العائلات باتت تعيش في العراء بعد غرق خيامها، مطالبة بالضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المساعدات ومستلزمات الإيواء.
وأكد جهاز الدفاع المدني أن الوضع الإنساني في غزة شديد القسوة، حيث ترد نداءات استغاثة متواصلة من نازحين بسبب العاصفة، وفشل محاولات تثبيت الخيام بسبب شدة الرياح والعاصفة.
ودعت بلدية شمال غزة الجهات والمنظمات الدولية كافة للتدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من الحياة في القطاع وفق القوانين الدولية، والعمل على دعم تشغيل آبار المياه وجمع النفايات ومضخات الصرف الصحي بالوقود وقطع الغيار والمعدات اللازمة.
الإحصاءات الإنسانية
منذ بدء تأثير المنخفضات الجوية في كانون الأول الجاري، استشهد 17 فلسطينيا بينهم 4 أطفال، فيما غرقت نحو 90% من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت دولة الاحتلال منازلهم خلال حرب الإبادة التي استمرت عامين، وفق بيان الدفاع المدني.
وأدت الأمطار والرياح أيضا إلى انهيار عدد من المباني السكنية المتضررة سابقا بفعل القصف الإسرائيلي، ما اضطر الفلسطينيين إلى اللجوء للسكن في مبان متصدعة وآيلة للسقوط.
ويعيش أكثر من ربع مليون نازح في خيام ومراكز إيواء بدائية تفتقر لأدنى مقومات الحياة من أصل نحو 1.5 مليون فلسطيني، وفق معطيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
ويأتي ذلك وسط تزايد التعقيدات في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، مع بروز خلافات بين واشنطن وتل أبيب بشأن ترتيب أولويات المرحلة المقبلة في غزة، بين إعادة الإعمار ونزع السلاح. وتشير تقارير إسرائيلية إلى إخفاقات استخبارية طويلة الأمد في اختراق قيادة حركة حماس، مقابل "اختراقات" إسرائيلية في ساحات إقليمية أخرى.
ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الـ10 من تشرين الأول 2025، لم تشهد الأوضاع المعيشية تحسنا بسبب تنصل دولة الاحتلال الإسرائيلي من الإيفاء بالتزاماتها، بما في ذلك إدخال المواد الغذائية والإغاثية والطبية والبيوت المتنقلة المتفق عليها في الاتفاق.
اقرأ المزيد.. الاحتلال يواصل خرق الهدنة