المؤتمر الدولي يعتمد خارطة طريق لحل الدولتين وسط تصعيد في غزة

الصورة
المشاركون في مؤتمر حل الدولتين 29/7/2025 | المصدر: رويترز
المشاركون في مؤتمر حل الدولتين 29/7/2025 | المصدر: رويترز

تباين في المؤتمر بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية

آخر تحديث

 أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أمس الثلاثاء، اعتماد الوثيقة الختامية للمؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين وذلك في خطوة وصفت بأنها محاولة جادة لإعادة إطلاق عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. 

وجاء هذا الإعلان خلال فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الدولي الرفيع المستوى المنعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وسط تصعيد ميداني مستمر في غزة، وخلافات دولية حول سبل إنهاء الحرب وتحقيق حل دائم.

اعتماد وثيقة ختامية بشأن حل الدولتين

قال وزير الخارجية السعودي، الذي ترأس المؤتمر إلى جانب نظيرته الفرنسية، إن الوثيقة الختامية "تشكل إطارا متكاملا وقابلا للتنفيذ لتطبيق حل الدولتين وتحقيق السلام والأمن للجميع". 

وأكدت الوثيقة على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب "إسرائيل"، بحدود آمنة ومعترف بها، كما تضمنت إشارات إلى نية عدد من الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية مستقبلا.

توقيت متأخر ومقاطعة بفعل التصعيد

المؤتمر الذي كان من المقرر عقده في حزيران الماضي، تأجل بفعل الهجوم الإسرائيلي على إيران آنذاك، ما دفع وفودا من الشرق الأوسط للاعتذار عن الحضور. 

كما أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارست ضغوطا واسعة على حكومات لمنع مشاركتها، في محاولة لإفشال أي مسعى جماعي نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية خارج توافق واشنطن.

نداء نيويورك: بيان فرنسي منفصل ومثير للجدل

بموازاة الوثيقة الختامية، أصدرت فرنسا بيانا منفصلا باسم "نداء نيويورك" ووقع عليه وزراء خارجية 16 دولة غربية، ولم يتضمن البيان التزاما صريحا بالاعتراف بدولة فلسطين، لكنه تضمن ما يلي: 

  • إدانة هجمات السابع من أكتوبر ووصفها بأنها "إرهابية ولاسامية".

  • دعوة لوقف إطلاق نار فوري في غزة.

  • إطلاق سراح الأسرى.

  • إدخال المساعدات الإنسانية دون شروط.

  • التمسك بفكرة حل الدولتين وضرورة توحيد الضفة وغزة تحت حكم السلطة الفلسطينية.

  • ضرورة نزع سلاح حماس ومنعها من أي دور في الحكومة مستقبلا.

مواقف متباينة من الاعتراف بفلسطين

بينما تضمن نداء نيويورك إشارة إلى ترحيب ببيان سابق للرئيس الفلسطيني محمود عباس التزم فيه بتعديلات جوهرية، منها وقف دفع تعويضات الأسرى والشهداء، ونزع سلاح الفصائل، وتنظيم انتخابات بمشاركة من يلتزم باتفاق أوسلو؛ لم تعلن الدول الموقعة عن موقف واضح من الاعتراف الفوري بفلسطين، واكتفت بمطالبة الدول الأخرى بالانضمام إلى النداء.

بريطانيا: اعتراف مشروط بفلسطين 

وفي تطور لافت، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن حكومته تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل، "ما لم تغير إسرائيل نهجها الحالي". حسب تعبيره. 

ووصف لامي رفض حكومة نتنياهو حل الدولتين بأنه "خطأ أخلاقي واستراتيجي"، وشدد على ضرورة وقف الحرب فورا وتوفير المساعدات، مؤكدا أن بلاده ستقيم مدى التقدم قبل اتخاذ القرار النهائي.

جنوب أفريقيا تندد بالإبادة وتدعو لأفعال حقيقية

شبه وزير العلاقات الدولية في جنوب أفريقيا ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية، وأكد أن المماطلة الدولية في الاعتراف بفلسطين وتمكينها من حقوقها "يسمح باستمرار انتهاك القانون الدولي".

وأشار إلى أن "إسرائيل" تتجه لضم الضفة الغربية رسميا، ما يقوض أي فرصة بشأن حل الدولتين داعيا إلى تحركات ملموسة لا تكتفي بالتصريحات.

اقرأ المزيد.. قرار ضم الضفة الغربية.. صفعة إسرائيلية أخيرة

غالبية دول العالم تطالب بوقف الحرب فورا

شارك في المؤتمر ممثلون عن عشرات الدول، من بينها الأردن، وروسيا، والصين، وتركيا، واليابان، وركزت أغلب المداخلات على الانتهاكات الإسرائيلية ودعت إلى وقف الحرب فورا. 

تركيا وصفت ما يحدث في غزة بأنه "وصمة في جبين النظام الدولي"، وأكدت أن "إسرائيل" تصدّر عدم الاستقرار في المنطقة، بينما شددت دول أخرى على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين وفرض حظر أسلحة على "إسرائيل" كخطوة ضغط لإنهاء العدوان.

السياق الدموي للمؤتمر

جاء انعقاد المؤتمر في وقت تواصل فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بدعم أمريكي سياسي وعسكري، ما أسفر عن سقوط أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب نحو 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وتفشي المجاعة في أنحاء القطاع. 

اقرأ المزيد.. توافق على الاعتراف بدولة فلسطين وخلافات حول الشروط

00:00:00